1 ـ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا أيها الإخوة المؤمنون في دنيا العروبة والإسلام، تتميز حياة النبي صلى الله عليه وسلم عن حياة العظماء من القادة والمصلحين بأن حياته صلى الله عليه وسلم كل ما فيها من أقوال، أو أفعال، أو إقرار، أو مواقف تعد قدوةً وتشريعاً، فقد عصمه الله جل جلاله عن الخطأ في أقواله، وفي أفعاله، وفي مواقفه، فهو لا ينطقُ عن الهوى، متابعة القراءة
4 ـ الإنسان فطر على حب الأرض التي وُلِد فيها : أيها الإخوة المؤمنون، أيتها الأخوة المؤمنات، والإنسان فطر على حب الأرض التي وجد فيها والتعلق بالمعالم التي لابست نشأته، حينما ينتزع الإنسان من بيئته التي ترعرع فيها، ويخرج من أرضه التي أحبها تتمزق نفسه، ويعظم همُّه، وربما آثر الموت على هذا الخروج الذي هو اقتلاع من جذوره، لذلك أشارت الآية الكريمة إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ متابعة القراءة
الهجرة دروس وعبر: 1 ـ إيثار الجانب الأسمى على النوازع النفسية: إخوةَ الإيمان في كل مكان، تُعَلِمنا الهجرة أولاً إن الإنسان إذا تنازعت فيه النوازع الأرضية، والنـداءات السماوية عليه أن يُؤثِر الجانبَ الأسمى والأبقى، فلا أحدٌ يستطيع أن ينجيه من عذاب الله، ولا عذر له فيما يرديه. 2 ـ هجران للباطل وانتماء للحق: إن الهجرة في حقيقتها موقفٌ نفسي قبل أن تكون رحلة جسدية، إنها هجران للباطل متابعة القراءة
5 ـ استحقاق التأييد الإلهي لا يعني التفريط في استجماع أسبابه: أيها الإخوة المؤمنون في كل مكان، وتعلمنا الهجرة ثانياً من خلال الخطة المحكمة التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم، أن استحقاق التأييد الإلهي لا يعني التفريط قيد أنملة في استجماع أسبابه، وتوفير وسائله، لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم لهجرته خطةً محكمةً، حيث كتم تحركه تضليلاً للمطاردين ، واستأجر دليلاً ذا كفاءة عالية، واختار متابعة القراءة
6 ـ من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغماً كثيراً وسعةً: إخوة الإيمان في كل مكان، وتعلمنا الهجرة من خلال النتائج الباهرة التي حققها المهاجرون، أنه من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغماً كثيراً وسعةً تُيَسر أموره، يحفظه الله عز وجل، يوفر الله له حاجاته، وأنه ما ترك عبد شيئاً لله عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه، وأنه من شغلته طاعةُ الله عن تحقيق مصالحه الدنيوية أعطاه الله متابعة القراءة
قصة هجرة عقبة بن عامر الجهني: قصة هجرة عقبة بن عامر الجهني: يقول عقبة بن عامر الجهني أحد أصحاب رسول الله رضي الله عنه: " قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في الفلوات أرعى غنيمات لي، فما إن تناهى إلي خبر قدومه حتى تركتها، ومضيت إليه لا ألوي على شيء، فلما لقيته قلت له: يا رسول الله أتبايعني، فقال عليه الصلاة والسلام: فمن أنت، قلت: أنا عقبة بن عامر الجهني، قال: يا عقبة، أيهما متابعة القراءة
1 ـ سراقة بن مالك يريد أسرَ النبي طمعا في المال: إخوة الإيمان في كل مكان، لا زلنا في موضوع الهجرة، بعد أن صعقت قريش حينما علمت أن محمداً صلى الله عليه وسلم خرج من مكة، أعلنت في القبائل أنه من يأتيها بمحمد صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً، فله مائة من كرائم الإبل، وكان سراقة بن مالك فارساً من فرسان قومه المعدودين، طويل القامة عظيم الهامة بصيراً باقتفاء الأثر، صبوراً على أهوال الطريق، متابعة القراءة
لذلك حق للهجرة أن تكون بداية التاريخ الإسلامي وحق لها أن تكون علما على الدين الحنيف لأنها المظهر العملي للإيمان قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾ [الأنفال:72] فالإسلام ليس قناعة فحسب بل هو قيام والتزام وليس ثقافة ليس غير بل هو إذعان واستسلام لرب الأكوان والهجرة مظهر لهذا الالتزام وذلك الإذعان متابعة القراءة
من الدلائل والعبر التي تؤخذ و تستفاد أيضا من حدث الهجرة أن بين مبادئ الحق و أوهام الباطل وبين عناصر الخير وقوى الشر وبين رسل الهداية وشياطين الغواية تناقضا كبيرا وصراعا مستمرا وحربا ضروسا قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الانفال:30] فماذا متابعة القراءة
أما هؤلاء الأنصار , الذين هاجر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدموا مثلا رائعا من أمثلة التضحية والإيثار , وأنموذجا فذا للتعون بين المؤمنين , كل هذا كان تعبيرا عن عمق إيمانهم , وسمو مشاعرهم , ولقد زكى الله صنيعهم فقال بحقهم: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا متابعة القراءة